{سلام عَلَيْكُمُ} في موضع الحال إذ المعنى قائلين سلام عليكم أو مسلمين {بِمَا صَبَرْتُمْ} متعلق بمحذوف تقديره هذا بما صبرتم أي هذا الثواب بسبب صبركم عن الشهوات أو على أمر الله أو بسلام أي نسلم عليكم ونكرمكم بصبركم والأَول أوجه {فَنِعْمَ عقبى الدار} الجنات {والذين يَنقُضُونَ عَهْدَ الله مِن بَعْدِ ميثاقه} من بعد ما أوثقوه به من الاعتراف والقبول {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض} بالكفر والظلم {أولئك لَهُمُ اللعنة} الإبعاد من الرحمة {وَلَهُمْ سُوءُ الدار} يحتمل أن يراد سوء عاقبة الدنيا لأنه في مقابلة عقبى الدار وأن يراد بالدار جهنم وبسوئها عذابها {الله يَبْسُطُ الرزق لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ} أي ويضيق لمن يشاء والمعنى الله وحده وهو يبسط الرزق ويقدر دون غيره {وَفَرِحُواْ بالحياة الدنيا} بما بسط لهم من الدنيا فرح بطر وأشر لا فرح سرور بفضل الله وإنعامه عليهم ولم يقابلوه بالشكر حتى يؤجروا بنعيم الآخرة {وَمَا الحياة الدنيا فِي الآخرة إِلاَّ متاع} وخفي عليهم أن نعيم الدنيا في جنب نعيم الآخرة ليس إلا شيئاً نزراً يتمتع به كعجلة الراكب وهو ما يتعجله من تميرات أو شربة سويق.{وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رَّبّهِ} أي الآية المقترحة {قُلْ إِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَاء} باقتراح الآيات بعد ظهور المعجزات {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} ويرشد إلى دينه من رجع إليه بقلبه.